في وقت ليس ببعيد جداً

في وقت ليس ببعيد جداً ... وليس بذاك القرب ...
في صغري ... في عمر الطفولة ... كنت احلم ببيت وردي ...
اسكنه انا والعابي ... ودميتي العزيزه .. كنت أحلم بحديقة خضراء...
كما هي في الرسوم المتحركه ... مليئة بالأزهار ... والأشجار المثمرة ...
كنت دائماً اتمنى بأن اتمشى أنا ودميتي فيها ... أن العب معها ..
أن ارقص معها... كنت أتمنى دائماً ان اقرأ قصص قصيره كقصة الأرنب والسلحفاة ...
كقصة ليلى والذئب ... وأن أنام أنا ودميتي في تلك الحديقة ...
كغفوة الظهيرة ... كانت احلامي صغيره ... بمثل عمري ... كبرت وأدركت ..
أن البيت ليس دائماً وردياً ... وأن ألعابي ودميتي ليس ببشر مثلي ...
استطيع ان اشاركهم في حوار ... والحديقة الخضراء ليست خضراء دائما ...
فمتى يأتي الشتاء فيذهب بورودها واشجارها ولونها ...
علمت أن اللعب في وقت محدد ... وأن الرقص محرم ...
وأن القصص التي كنت أقراها ليست واقعية ... وأن النوم بالحديقة مخيف ...
كبرت احلامي في ذاك الوقت ... وكنت في عمر الزهور... كنت أتمنى حصان ابيض...
وفارس شهم ... اتزوج به ... اعيش معه باقي العمر ... كنت اتمنى ان انجب اطفالا ...
كنت احدد اسماء البنات ... واسماء الاولاد ... وانسج في مخيلتي ... ملامحهم ...
لون العين ... والشعر ... والبشرة أيضاً ... وبيت يجمعنا كلنا ... كبرت وأدركت ...
أن الزواج لا يعني السعاده دائماً ... وأن الزوج لا يمتطي الحصان الأبيض ...
وأن الزواج لايستمر إلى آخر العمر دائماً ... وأن الأطفال لا أحصل عليهم دوماً إلا بمشيئة الله ... ولا يمكنني تسميتهم فالحق يرجع دائماً للزوج ... وأن ملامحهم تحددها الجينات ...
وأن البيت لايستطيع أن يجمعنا دائماً ففي الآخر هناك فراق ...
والأن وفي هذي اللحضه ... ادركت بأن احلامي مجرد احلام وان الواقع هو الواقع ...
التزامات ... مسئوليات ... واجبات .. والقليل من الحقوق ...
اصبحت اسال وأجاوب نفسي في نفس الوقت... مع ضحكة استهزاء وسخرية تملأ وجهي ...
كنت طفله وكانت احلامي صغيرة جداً بحكم طفولتي ... فلم اكن اعلم يوماً أن ماكنت احلم به كان مجرد حلم يسكب في كأس الخيال فقط ...